-A +A
خالد السليمان
التعاطف مع الفلسطينيين ليس تعاطفاً مع حماس، والانتصار للقضية الفلسطينية ليس انتصاراً للإرهاب، لكن برزت مع أحداث غزة الأخيرة ظاهرة لدى بعض المؤسسات الغربية السياسية والإعلامية والأكاديمية والرياضية، في اعتبار كل من يبدي تعاطفاً مع الفلسطينيين متعاطفاً مع الإرهاب، وربط الهوية الفلسطينية بحركة حماس !

هناك حالة قمع في العالم الغربي للتعاطف مع معاناة الفلسطينيين، برز من خلال استهداف آراء رياضيين وأكاديميين وصحفيين عبروا عن تعاطفهم مع سكان غزة، وانتقادهم للاستخدام الإسرائيلي المفرط للقوة ضد السكان العزل، كما أن ربط الهوية الفلسطينية بحماس هو سعي لطمس القضية الفلسطينية، والتشكيك بعدالتها وربطها بالإرهاب ومحاولة إفراغها من مضمونها، تمهيداً لمحوها أو التهيئة لحلول غير عادلة !


اللافت أن التاريخ يكرر نفسه في القضية الفلسطينية، فلا المجازر ضد الفلسطينيين قضت عليها ولا اختلال ميزان القوة فرض الاستسلام، فعندما تكون القضية مرتبطة بشعب متجذر في أرضه يصعب قطع هذه الجذور، والتفكير بأن ذلك يمكن أن يخفي ملايين الفلسطينيين من الوجود، وما يجري هو مد في أمد صراع لن ينتهي بسلام لأي من أطرافه سوى بإيجاد الحلول الواقعية العادلة، فإسرائيل لم تشعر بالأمان في أي يوم رغم امتلاكها القوة العسكرية والدعم الغربي، وظلت مصادر تهديد أمنها وسلمها مستمرة، وإن تبدلت الوجوه، فمن حروب مع الدول العربية إلى حروب مع الفصائل الفلسطينية، وسيبقى الرهان الوحيد للسلام على حل الدولتين الذي يمنح الفلسطينيين حقهم الطبيعي بقيام دولتهم المستقلة على أرضهم المسلوبة !

نتعاطف ويتعاطف معظم أصحاب الضمائر حول العالم مع الفلسطينيين، لأنهم ضحايا أطول وأقسى معاناة مرت على أجيال لم تتوارث غير مرارة الأحزان !

باختصار.. في فلسطين لا تميز بين قسوة الحياة وقسوة الموت، فرائحتهما واحدة !